مجلس النواب المصرى
ألقى السيد المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب كلمة اليوم بالجلسة العامة المُنعقدة برئاسة سيادته ؛بمناسبة بدء مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية من حيث المبدأ ، وفيما يلى نص الكلمة : يسعدُني أن أشارككم اليومَ بضعَ كلماتٍ حولَ مشروعِ قانونِ الإجراءاتِ الجنائيةِ، هذا المشروعُ الذي يُعدُّ بحقٍّ وثيقةً قانونيةً تستلهمُ روحَ العصرِ، ومبادئَ الدستور الذي يمثل تعبيرًا عن إرادةِ شعبِ مصرَ العظيم، وترتكزُ على الاستراتيجيةِ الوطنيةِ لحقوقِ الإنسانِ التي أطلقها فخامةُ الرئيسِ عبدَ الفتاحِ السيسي؛ رئيسُ الجمهوريةِ، كما تعكسُ توجهاتِنا جميعًا في بناءِ مجتمعٍ يُعلي من شأنِ العدالةِ ويؤمنُ بحقوقِ الإنسان والمواطن. وأودُّ بدايةً أن أتوجهَ بجزيلِ الشكرِ والتقديرِ إلى اللجنةِ الفرعيةِ – المنبثقةِ عن لجنةِ الشؤونِ الدستوريةِ والتشريعيةِ – التي عملتْ على إعدادِ مسودةِ هذا المشروعِ بقانونٍ، والذي تبنته الحكومةُ فيما بعد، فجهودُ اللجنةِ الموقرةِ كانتْ مثمرةً، وساهمتْ بشكلٍ فعّالٍ في وضعِ الأساسِ الصلبِ الذي سنبني عليهِ اليومَ، كَمَا أُخَصُّ بِالشُّكْرِ اللَّجْنَةِ الْمُشْتَرِكَةِ - مِنْ لَجْنَةِ الشُّؤُونِ الدَّستُورِيَّةِ وَالتَّشْرِيعِيَّةِ وَمَكْتَبِ لَجْنَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ -على ما بذلتْه من جهدٍ استثنائيٍ في أداءِ مهامِّها التشريعيةِ خلالَ الإجازةِ البرلمانيةِ، متفانيةً من أجلِ تيسيرِ الوصولِ إلى هذا النصِّ الماثلِ بينَ أيدي حضراتِكم. ولا يسعُني في هذا المقامِ إلا أن أشيدَ بالدورِ الكبيرِ الذي قامتْ به الجهاتُ المعنيةُ بالقانونِ والعدالةِ وحقوقِ الإنسانِ، والتي شاركتْ في صياغةِ ومناقشةِ مسودةِ مشروعِ القانونِ، ومنها: مجلسُ القضاءِ الأعلى، النيابةُ العامة، مجلسُ الدولة، مجلسُ الشيوخ، وزاراتا العدلِ وشؤونِ المجالسِ النيابيةِ والقانونيةِ والتواصلِ السياسي، المجلسُ القوميُّ لحقوقِ الإنسان، نقابةُ المحامين، ونادي قضاةِ مصر؛ والتي كانَ لخبرةِ ممثليها ودعمِهم الأثرُ الكبيرُ في إثراءِ النقاشاتِ القانونيةِ، حيث أبدوا تعاونًا صادقًا ومساهمةً جادةً في بلورةِ مشروعِ القانونِ، وجاءتْ رؤيتُهم نابضةً بالحرصِ على تحقيقِ العدالةِ. كما أتوجهُ بالشكرِ العميقِ لمؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ، العامةِ والخاصةِ، والتي كان لها ملاحظاتٌ حولَ مشروعِ القانونِ، حيث أثرتْ تلكَ المؤسساتُ النقاشاتِ برؤًى تُعززُ روحَ التعاونِ بينَ الجميعِ وتُثري مناهجَنا التشريعيةَ. وفي سياقٍ متصل، رحبَ مجلسُ النوابِ بكلِّ الملاحظاتِ والأفكارِ والرؤى التي أبداها المواطنون والجهاتُ كافةٌ حولَ مشروعِ القانون، وعكفتْ لجنةُ الشؤونِ الدستوريةِ والتشريعيةِ على دراستِها والردِّ عليها، بما يكفلُ احترامَ أحكامِ الدستورِ وعدمَ الخروجِ عليه، وتحقيقَ المصلحةِ العليا للوطن. الزميلات والزملاء أعضاء المجلس الموقر؛ لقد شهدَ هذا المشروعُ تفاعلًا واسعًا، وتنوعتْ حولهُ الآراءُ والرؤى، بين مؤيدٍ يُثني على ما فيهِ من حمايةٍ لحقوقِ الأفرادِ وكرامتِهم، ومعارضٍ يرى فيهِ ملامحَ تحتاجُ إلى مراجعةٍ وتعديلٍ، وهذا التنوعُ في وجهاتِ النظرِ يُعبِّرُ عن حيويةِ مجتمعِنا، وعن تلكَ الروحِ البنَّاءةِ التي تسودُ حوارَنا المجتمعي، فاختلافَ الرأيِ في التشريعِ ليسَ عيبًا، بل هو إثراءٌ للديمقراطيةِ. ويودُّ مجلسُ النوابِ أنْ يُطمئنَ الجميعَ أنهُ لن يدَّخرَ جهدًا في دراسةِ هذا المشروعِ بكلِّ دقةٍ وتأنٍّ، لضمانِ خروجهِ بصياغةٍ تشريعيةٍ رصينةٍ ودقيقةٍ؛ تتفقُ مع المعاييرِ الدستوريةِ والتشريعيةِ الوطنيةِ، كما تتماشى مع التزاماتِ مصرَ الدوليةِ، وتواكبُ التطوراتِ المجتمعيةَ الآنيةَ، مع استمرارِ حرصِ المجلسِ على تلقي آراءِ الجميعِ أثناء مناقشةِ مشروعِ القانونِ. ونؤكدُ للجميعِ، من مؤيدينَ ومعارضينَ لمشروعِ القانونِ، أننا قد طوينا مرحلةً طويلةً من النقاشِ، وما زالَ أمامنا مراحلُ عديدةٌ قادمةٌ من المداولاتِ والمناقشاتِ، ونحنُ منفتحونَ للحوارِ والمقترحاتِ، مؤكدينَ على أنَّ اختلافَ الرأيِ هو مصدرُ قوتِنا، وأنَّ الحوارَ البنَّاءَ هو الطريقُ الأمثلُ للوصولِ إلى التشريعِ السليمِ. كما نؤكدُ على أنَّ مداولاتِ مجلسِ النوابِ واختياراتِه تقومُ على موازنةٍ دقيقةٍ بين البدائلِ المتاحةِ، ولا يعني اختيارُنا لبديلٍ دونَ آخرَ رفضًا للرأيِ المخالفِ أو استصغارًا لقيمتِه، بل هو اختيارٌ مبنيٌّ على احترامِ أحكامِ الدستورِ ووفقَ دراساتٍ واعيةٍ ومراعاةٍ للمسؤولياتِ الجسيمةِ التي نتحملُها جميعًا تجاهَ وطنِنا وشعبِنا. الزميلات والزملاء أعضاء المجلس الموقر؛ إنَّ مجلسَكم الموقرَ، ممثلَ شعبِ مصرَ العظيم، وكما عُهد به دائمًا، سوفَ يتيحُ لحضراتِكم الفرصةَ كاملةً للتعبيرِ عن آرائكم ووجهاتِ نظركم بكلِّ حريةٍ؛ فغايةُ مجلسِنا الأساسيةُ هي المضيُّ قدمًا في تحقيقِ بنودِ أجندتِهِ التشريعيةِ، والعملُ على إصلاحِ المنظومةِ التشريعيةِ الوطنيةِ بما يضمنُ استقرارًا للمجتمعِ المصريِّ. نوابَ شعبِ مصرَ العظيمِ؛ اليومَ نسطرُ صفحةً جديدةً من صفحاتِ التعاونِ المشتركِ بيننا وبينَ الحكومةِ، عازمينَ جميعًا على الوصولِ إلى صياغةٍ منضبطةٍ لأحكامِ مشروعِ قانونِ الإجراءاتِ الجنائيةِ تليقُ بمصرَ وشعبِها العظيمِ. وفي الختامِ، أودُّ أن أؤكدَ أنَّ مجلسَ النوابِ هو الحصنُ الذي يذودُ عن حقوقِ الشعبِ، بصياغةِ تشريعاتٍ تعزِّزُ من العدالةِ وتكفلُ الحقوقَ والحرياتِ، ودورُنا اليومَ، بل وكلَّ يومٍ، هو العملُ بجدٍّ وإخلاصٍ لتحقيقِ هذه الغاياتِ. ونعلنُها بكلِّ ثباتٍ؛ نحنُ ملتزمونَ على الدوامِ بحمايةِ حقوقِ المواطنين والمصلحةِ العليا للوطن. وعلى الجميعِ أن يعلمَ أنَّ مَن يتَهَيَّبْ صُعُودَ الجِبَالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهرِ بَينَ الحُفَرْ. وفقنا الله لما فيه الخير لمصرَ وشعبِها؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما يمكنكم مشاهدة فيديو الكلمة كاملاً علي قناة مجلس النواب الرسمية علي اليوتيوب عبر الضغط علي الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=5CTwObIFRWo&list=PLZGxPKVYzChS1Dk9NtvSPJL7Vcsv5G9SX&index=1