مجلس النواب المصرى

وكالة أنباء البرلمان ( واب) : المستشار الدكتور/ حنفي جبالي رئيس مجلس النواب يلقي كلمة أمام الجمعية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي

عن الخبر
التاريخ: 13/03/2023
بواسطة: وكالة أنباء البرلمان
مشاركة الخبر:
مرفقات الخبر:
تفاصيل الخبر

ألقى المستشار الدكتور/ حنفي جبالي رئيس مجلس النواب كلمة في موضوع المناقشة العامة " تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة للجميع :مكافحة التعصب " أمام الجمعية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي ،والتي تعقد في المنامة "مملكة البحرين" في الفتره من (، 11 – 15 مارس2023) وكان نص الكلمة كما يلي : معالي السيد/ دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي ،،، معالي السيد/ مارتن تشونجونج الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي ،،، أصحاب المعالي والسعادة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية ،،، السيدات والسادة الحضور ،،، يُسعدني في مُستهل كلمتي أن أُعرب عن اعتزازي بتجدد لقائنا في اتحادنا المُوقر، والذي يُجسد إرادتنا الصادقة والتزامنا الراسخ كبرلمانيين من جميع دول العالم في الاشتباك الإيجابي والتفاعل مع قضايا وتحديات عالمنا المعاصر، في إطار الدور الرائد والفعال للدبلوماسية البرلمانية العالمية مُتعددة الأطراف، كما أتوجه بخالص التقدير والشكر والامتنان إلى الأشقاء في مملكة البحرين على جهودهم الدؤوبة والمُقدرة لتنظيم أعمال اجتماعاتنا، وعلي حسن الاستقبال وكرم الضيافة . الحضور الكريم ،،، منذ بدء الخليقة، وتشغل قضية إدارة التنوع والاختلاف بين البشرحيزاً كبيراً في اهتمام الإنسان، بحيث شكلت تحدياً كبيراً أمام التطور الإنساني والحضاري للمجتمعات على مر العصور والأزمنة، فعلى الرُغم من حكمة الله في خلق التنوع والاختلاف واتفاق كافة النصوص المقدسة والمذاهب الفلسفية الكُبرى عليه باعتباره مصدر إثراء وقوة للانسانية، إلا أن غياب الإدارة الرشيدة لهذا التنوع الإنساني قد خلق تحديات كثيرة متعلقة بهشاشة منظومة السلم والتماسك المُجتمعي، مما أسفر عن مآس إنسانية يندى لها الجبين البشري، وهو ما جعل من تعزيز التعايش السلمي هدفاً إنسانياً سعت وما زالت تسعى إليه المجتمعات البشرية. ولعل من الجلي لنا جميعاً أن تحقيق التعايش السلمي في المجتمعات مازال يشوبه الكثير من القصور في الفهم والتطبيق، لذا علينا أن نكاشف أنفسنا أولاً بأوجه تلك القصور، والذي يأتي أولها في الانتشار الواسع لخطاب التطرف والتعصب، وما يُصاحبه من ازدراء قيم وعادات وأديان الآخرين والتسلط عليها، وتصدير قوالب فكرية ودينية مُشوهة، وهو ما يُشكل انحرافاً وحياداً سلبياً عن الفطرة الانسانية التي فطر الله عليها الناس، ثم يأتي تقصير المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية في ترسيخ قيم احترام الاختلاف وقبول الآخرلدى المواطنين منذ الطفولة ليُمثل شكلاً آخر من أشكال القصور في جهود تعزيز التعايش السلمي في المجتمعات، لتتحول دعوات التطرف والتعصب إلى كرة من اللهب لا تلبث أن تزداد يوماً بعد يوم مُحملة بالأفكار المُتطرفة لتحرق الجميع بنار الكراهية وتُهدد أمن وسلم المجتمعات. الزميلات العزيزات والزملاء الأعزاء ،،، لم تدخر الدولة المصرية جُهداً في تعزيز وترسيخ قيم المواطنة والتعايش المُشترك ونبذ كافة دعوات التعصب والكراهية بما يُعزز من تماسك الهُوية الوطنية المصرية، فاستندت رؤية الدولة المصرية، وهي تُدشن الجمهورية الجديدة على بناء مجتمع يرتكز على قاعدة صُلبة من التعايش السلمي المُشترك قوامها الحرص على دعم حقوق كافة المواطنين بدون أي تفرقة، وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف الأسمى، فقد اتخذت الدولة المصرية خُطوات على شتى الأصعدة والمستويات لترسيخ مفهوم المواطنة، وهو ما انعكس على تعزيز الترابط والإخاء بين كافة فئات وطوائف المجتمع. كما حرصت الدولة المصرية على تعزيز الحريات الدينية في المجتمع المصري من خلال ظهير دستوري يكفلها ويُعززها، فقد نص الدستور المصري على تأكيد حق المواطنين المصريين من المسيحيين واليهود في تطبيق مبادئ شرائعهم في مسائل الأحوال الشخصية، دون أي تمييز بينهم وبين المصريين المسلمين، كما نص الدستور على تأكيد وكفالة مبادئ حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة، وقد انعكس ذلك على جهود الدولة المصرية في تجديد وترميم وتقنين أوضاع دور العبادة المختلفة على قدم المساواة، فضلاً عن المشروع العظيم لإحياء مسار العائلة المُقدسة، ثم جاء توقيع الأزهر الشريف على وثيقة الأخوة الإنسانية مع الفاتيكان ليُشكل برهاناً دامغاً على رؤية مصرية صادقة وطموحة تتخطى البعد الوطني إلى مفهوم أشمل وأوسع لعالم يتسم بالانسانية والتآخي والعيش المُشترك، وعلى صعيد مواز، انبرت الدولة المصرية لمكافحة التطرف باعتباره الخطر الماثل والمُهدد للتعايش المشترك، وذلك عبر تجديد الخطاب الديني، ايماناً بأن الفكر يُواجه بالفكر، فقامت مصر بتطوير برامج تدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ لنشر الخطاب الديني المُستنير، كما يقوم مرصد الأزهر الشريف بنشر دراسات بلغات مختلفة لتفنيد الأفكار الهدامة ومكافحة التطرف، فضلاً عن تُنظيم الكنيسة المصرية عدة فعاليات بالتعاون مع الأزهر الشريف لرفع الوعي الجمعي للشعب المصري بالمفهوم الصحيح للمواطنة باعتبارها أساساً للسلم المُجتمعي والإخاء الإنساني. ولم يقتصر الدور المصري في مكافحة خطاب التطرف على الصعيد الوطني فحسب، بل امتد إلى الإطار العالمي، حيث نظم الأزهر الشريف برنامج قوافل السلام الدولية، الذي يضم عدداً من علماء الأزهر الشريف وشبابه والذي جاب العديد من دول العالم لترسيخ قيم السلام العالمي والتسامح وتوضيح الصورة الحقيقية للدين الاسلامي الوسطي، فضلاً عن عقد محاضرات وورش عمل وندوات توعوية داخل العديد من المؤسسات الثقافية والدينية والتعليمية. السيدات والسادة الحضور ،،، لعلكم تتفقون معي أنه لا يوجد هدف أسمى من تعزيز التآخي الانساني والتعايش المُشترك، تحقيقاً للأمن والسلم العالمي، ولكن هذا الهدف النبيل يحتاج إلى إرادة جادة منا جميعاً، وأقولها بكل صدق إن أردنا تعزيز التعايش الانساني ينبغي أولاً التخلي عن ازدواجية المعايير في التعامل مع دعوات التطرف والتعصب، وعدم الصاقها بدين أو حضارة مُعينة، فالتطرف آفة انسانية أصابت الجميع بلا استثناء عبر التاريخ ، فضلاً عن الضرورة المُلحة والحتمية لمنع وتجريم ازدراء الأديان والثقافات، واحترام جميع أنواع التراث الديني والعرقي والثقافي واللغوي. ومن هنا، أتوجه إليكم بحديث سلام من مصر إلى العالم، " انبذوا دعوات التعصب والكراهية، فنحن في هذا المنعطف الخطير من الأزمات العالمية الاستثنائية أحوج ما نكون إلى التعايش المُشترك، وتغليب لغة الحوار القائمة على احترام وقبول الآخر، عندها فقط سينعم عالمنا بالسلام وتعيش شعوبنا في أمان ورخاء وازدهار وهذا ما ننشده جميعاً ". وختاماً أشكركم على المتابعة وحسن الاستماع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

إضافــة تعليــق


الإســــم البريد الإلكترونـى عنوان التعليــق التعليــق

لا يوجد تعليقات على الخبر